الحديث الأدبي في موضوعات اجتماعية كالزواج هو حديث أقرب ما يكون وعظياً ذو تمنيات وخيالات غير واقعية، ويساهم في تشكيل الشخصية المزدوجة التي لها معايير عالية في تصور الزواج، تصورات بعيدة عن الواقع الفعلي للزواج وتفاعلاته الإنسانية وما ينتابها من حالات ضعف وتقصير وملل.
لاحظ على الوردي من قبل أن الخطاب الوعظي في الدولة العباسية ساهم في تشكيل الشخصية المزدوجة في الإنسان العربي، ويبدو أن الخطابات الوعظية باتت منغرسة في شخصيته -الإنسان العربي- للدرجة التي صُبغت فيها كل خطاباته الاجتماعية.
وإن كان من نصيحة لكل مقبل على الزواج فهي أن يقي نفسه من الصدمات التي تسببها المعايير الخرافية للزواج الأدبي والوعظي، وأن يقرأ في مجالات الاجتماع وعلم النفس.
مثال على تلك الخطابات التي قرأتها اليوم:
(تزوّجي من لا يخجلُ من احتضانكِ أمام العالم! تزوّجي من يُؤمنُ بكِ! مَن يثقُ بقدرتكِ على تحمّل الحياة معه! تزوّجي مَن يُدلّلكِ يُبعدُكِ عن النّاس! لا يأبه لشيءٍ سوى لكِ! تزوّجي رجُلاً تعرفينه! تحفظين ملامحَهُ! تزوّجي رجُلاً كلّما نظَر إليكِ بِحُب قبّلتيه دون مُقدّمات!تزوّجي رجُلاً يهتمُّ بعدد الكُتُب التي قرأتيها في حياتكِ! يهتمُّ بتفاصيلكِ! يحفظ تاريخ أول قبلة! وأول لقاء! تزوّجي رجُلاً ذا هدف! يُحبُّ طفولتكِ برائتكِ عفويّتكِ! يُبرّرُ لكِ عيوبكِ! لا يُعايرُكِ بها! تزوّجي رجُلاً لا يُفضّل أي أحدٍ عليكِ سوى أنتِ! يُحبُّ ضعغكِ ويُقويّكي به! تزوّجيهِ رجُلاً).
د. فالح الرويلي
للحصول على استشارات أسرية ونفسية من خلال تطبيق ملاذ:
آندرويد – آيفون



1 Comment
[…] الحياة الزوجية ليست وجبة همبرجر “بيغ ماك” ينتجها مكدونالدز، يمكنك أن تختار تفاصيل شكلها ومكوناتها (مايونيز، كتشب، جبنة، مخلل.. الخ)، وليست كذلك كالدخول إلى محل خياطة نفصل فيه ما نشاء كيف نريد من ملابس، وليست هاتفا نقالا نختار مواصفاته ومميزاته بحسب اشتهاءنا، وليست فلما إباحيا نختار بطلته أو بطله لنقضي وطرنا في خيالاته وتخيلاته.. […]