يعرض اليوتيوب العديد من البرامج الجاذبة للأطفال والناشئة ، وليس كل جاذب مفيد ،ومن هنا يتحتم علينا مراقبة المحتوى المقدم لأبنائنا بدقة.
بعض هذه البرامج ، يعرض مشاهد عنف ، سرعان ما ينجذب إليها الأولاد الذكور على وجه التحديد ، وتشكل شخصياتها قدوة لهم ، وهنا المكمن الثاني للخطورة ، حين يبدأ الطفل بتقليد تلك الشخصيات ، والتعلق بها ، بدلًا من التعلق بقدوات حقيقية أو بمعان سامية.
وبعض البرامج – خاصة الواقعية منها – يربي الأولاد على العديد من القيم السلبية ، سواء المتعلقة بعلاقات الأبناء مع الآباء ، أو تلك المتعلقة بالنافع والضار من الطعام ، أو حتى على أقل القليل تكسب الأولاد معاني هدر الوقت في اللاشىء ، في أنشطة بيئية لا معنى لها ، سوى حصد المشاهدات والإعجابات والاشتراكات.
إن هذا النمط من البرامج يعلم الأولاد ، أن الشهرة والمال أصبحت لا تحتاج إلى تعليم ولاعلم ، بل إلى كاميرا وحركات لا معنى لها ، وترويج إلكتروني ، مع التنازل عن بعض المبادئ والقيم ، كل هذا أدى إلى تغيير القناعات عند أطفالنا ، ومع الأيام سيترسخ عندهم أن كل الأسس التي نربي عليها من تعليم وخلق وحفظ الوقت والخصوصية ، إن هي إلا موضة قديمة لا تصمد أمام الشهرة والمتعة والمال.
إننا أمام تحديات جمة ، علينا التشمير لها ، وإلا تسرب أبناؤنا من بين أيدينا ، كما تسربت خصوصية البيوت على مسرح التواصل الاجتماعي.
د. شوكت طلافحة


