أصبح معلومًا من التربية بالضرورة، أن السمة الغالبة عند الأولاد هو الخطأ بل والخطأ المتكرر، وأن واجبنا التربوي، أن نتعامل مع أخطاء أبنائنا بحكمة وروية، وألا نتصرف معهم بانفعال زائد ومبالغ فيه، فالصراخ والشتم والضرب والحرمان وغيرها من الأدوات الشائعة في التربية يحسنها كل أحد، لكن التربية المحترفة، التي تتعامل مع الخطأ على أنه فرصة هذه لا يجيدها – مع الآسف – إلا القلة.
فالخطأ يكشف لنا عن تصورات ذهنية عند الأطفال ما كنا لنعرفها لولا الخطأ، وبالتالي فإن دورك أن تعدل هذه التصورات والقيم، لتجد في النهاية سلوكًا قويمًا ونموذجًا يرضيك.
والسؤال الملح ههنا كيف نعالج الأخطاء؟ سنوضح الإجابة بخطوات مختصرة تكون دليلًا للمربي وعونًا له على الصواب
أولًا : ضبط انفعالاتك ولا تؤذي ابنك معنويًا بالشتم والإهانة ، أو ماديًا بالضرب.
ثانيًا : وجه له الأسئلة الأربعة الآتية:
1- ماذا فعلت ؟
والمقصود من هذا السؤال أن يقف المتربي على المشكلة ويدرك أنه ارتكب خطأ ، فكثير من أبنائنا لا يعرفون أصلًا أنهم ارتكبوا الخطأ ، أو أن وزن الخطأ في عيونهم قليل.
2- لماذا فعلت ؟
وهذا السؤال يكشف عن الأسباب التي تكون أحيانًا ترجمة لتصورات ذهنية عند أبنائنا ، تعينه وتعينك على فهم الدوافع، التي تكون أحيانًا نبيلة.
3- ما هي نتائج فعلتك ؟
هنا يبدأ المتربي بإدارك حجم المشكلة، خاصة إذا تلاحقت أسئلة فرعية عن هذا السؤال حتى توصله للنتيجة.
4- كيف سنعالج الخطأ ؟
ستخرج مقترحات متواضعة أحيانًا، ومناسبة أحيانًا أخرى، وبهذه الخطوة تكون قد علمته كيف يصحح أخطاءه.
إن كل ما تقدم لا يمنع من إيقاع العقوبة التي تكون على شكل منعه من امتيازات كان يتمتع بها، يقدرها المربي حسب ظرفه ، ولنتذكر دائمًا … هدفنا بناء الشخصية لا هدمها ، ترقيتها لا إحباطها.
د. شوكت طلافحة
حمل تطبيق ملاذ للحصول على الاستشارات: أندرويد آيفون


