لاشك عندي أن غالب المتزوجين رجالا ونساء في لحظة ما، داخل دوامة مشكلة، أو خاطرة تأمل فكروا بأنهم أساءوا اختيار شريك حياتهم، وأن الزمن لو عاد بهم لغيروا اختياراتهم، وبنوا ﻷنفسهم واقعا مختلفا وتجربة جديدة أكثر راحة وأقل نكدا.
واسمحوا لي أن أخبركم أن هذه الفكرة إحدى الخرافات والخزعبلات السمجة التي نحاول أن نهرب بها إلى عالم الفنتازيا واﻷحلام الوردية غير المتحققة على أرض الواقع، ﻷن الفكرة في أساسها تقوم على البحث عن التغيير من خارج أنفسنا، وتحميل شريكنا تبعات كل سوء أو خلل يحدث لنا أو منا، وبالتالي نعفي أنفسنا من تحمل أي مسؤولية.
الحياة الزوجية ليست وجبة همبرجر
الحياة الزوجية ليست وجبة همبرجر “بيغ ماك” ينتجها مكدونالدز، يمكنك أن تختار تفاصيل شكلها ومكوناتها (مايونيز، كتشب، جبنة، مخلل.. الخ)، وليست كذلك كالدخول إلى محل خياطة نفصل فيه ما نشاء كيف نريد من ملابس، وليست هاتفا نقالا نختار مواصفاته ومميزاته بحسب اشتهاءنا، وليست فلما إباحيا نختار بطلته أو بطله لنقضي وطرنا في خيالاته وتخيلاته..
الحياة الزوجية ميثاق غليظ من الله، وعلاقة إنسانية لها تفاعلاتها وانفعالاتها التي لا نملك السيطرة عليها أحيانا، ولكننا نملك السيطرة على سلوكنا تجاه الشريك، فالشريك إنسان في النهاية وليس آلة جنسية أو بطل رومانسي، أو فارس أحلام يمتطي صهوة جواده (يجب أن ينزل عنه ويضع سيفه وإلا كيف سيتزوج)! حتى أعظم البشر كالرسل واﻷنبياء مروا بتفاعلات زوجية مختلفة وثقها القرآن الكريم، ريما لو قامت بها زوجاتنا اليوم لطلقناهن بالسبع لا الثلاث!
توءمك الروحي هو الشخص الذي تزوجته
يورد كتاب “الحب هو كل ما تحتاج إليه وبضع كذبات أخرى عن الزواج” لمؤلفه “جاكوبس” وترجمة “مكتبة جرير” جملة على لسان أحد الحكماء يقول فيها: “تقريبا كل الزيجات حتى السعيد منها عبارة عن أخطآء: بمعنى أنه من المؤكد (في عالم أكثر مثالية، أو حتى بقليل من الانتباه في هذا العالم غير المثالي على اﻹطلاق) أن كلا من الزوجين كان يمكن أن يحصل على شريك حياة آخر أكثر ملاءمة له؛ لكن توءمك الروحي هو الشخص الذي تزوجته بالفعل“.
تظن أن زواجك ليس سعيدا، وشريك حياتك ليس ملائما؟! توقف عن التذمر والنكد والتلاوم وابحث في نفسك عن ما يجب أن تغيره، وعدل أفكارك وسلوكياتك، وإن الله لن يغير ما بك حتى تغير ما بنفسك.
د. فالح الرويلي
لتحميل تطبيق ملاذ:


