وجودنا المؤقت هو أصدق تعبير عن أوضاعنا الاجتماعية على مستوى الجماعة، وأوضاعنا النفسية على المستوى الفردي.. حياتنا بكل تفاصيلها مؤقتة ولا أعني هنا ما يفهم من زاوية الوعظ الديني الذي يحثنا على بناء الآخرة، بل أعني ذلك واقعياً؛ ارتباطنا بالتواصل الاجتماعي تنقلنا عبر الصفحات وعبر البوستات وتقليب الفيديوهات.. وجودنا في الكوفي شوبات، وفي مطاعم الوجبات السريعة، حملات التنزيلات، تكرار عمليات الشراء لكل شيء، تنقلنا في المجمعات التجارية.. بل وحتى علاقاتنا الشبكة وما رافقها من الحب العابرة، والصداقات الافتراضية..
القراءة تحولت إلى وجبات سريعة
وهناك كم كبير من النفايات الناتج عن استهلاكنا المخيف، حتى أن البشر أنفسهم تحولوا إلى نفايات، على الأقل في التعامل معهم كما يحصل للاجئين.. القراءة كذلك تحولت إلى وجبات سريعة، أي مهتم سيلاحظ كم الروايات أو تجارب الحياة التافهة لأشخاص ليس لديهم أي خبرة أو شيء يقدمونه.. حتى الدعوة نفسها لم تسلم من ذلك التجني عبر ما يُقدم؛ قصص وحكايا اجتماعية تروج للاتكالية والتغيير الذي لا يحتاج إلا بعض أدعية غير مقترنة بأي عمل، أو التركيز على الشعائر كحركات مفرغة من أي معنى، ومواعظ ساذجة، ودخلت التنمية البشرية على الخط لتخلط حابل القيم والمبادئ بنابل القيم الحداثية الاستهلاكية..
يصعب حقاً الوقوف ضد هذا التيار، ولكن أول الخطوات هي الفهم والمعرفة والشعور بما يحدث، ثم يمكن أن يراقب الإنسان نفسه ويقاوم التيار عبر ممارسات ثقافية ومهارات حياتية. اجعل قراءتك منهجية، وتسوقك يقوم بناءً على الحاجة وليس الرغبة، تابع مفكرين إسلاميين أصحاب مناهج فكرية مثل مالك بن نبي، وعبدالوهاب المسيري، ومحمد دراز، وعزت بيجوفيتش، وهناك الكثيرين غيرهم لمن يريد يبحث ويسأل
د. فالح الرويلي